top of page
  • غنى

أثر اللعب على نمو الطفل العقلي

يعرّف "غود"- مؤلف قاموس التّربية- اللعبَ بأنّه نشاط موجّه أو غير موجّه يقوم به الطفل في سبيل تحقيق التسلية والمتعة.

أمّا كاترين تايلور فقد عرفت اللعب على أنّه أنفاس الحياة بالنسبة للطفل، فاللعب حياته وليست مجرّد طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات.

وهذان التعريفان يتّفقان على أن اللعب هو سبيل للتسلية والمرح. ولكن ماذا يكمن خلف هذه التسلية والمرح؟

خلال بدء تكوّن شخصيّة الطفل، تتكوّن لديه حاجات ورغبات يحتاج لأن يشبعها، فيستعين الطفل باللعب ليعبّر عن هذه الحاجات والرغبات، وباستخدام اللعب التخيّلي يحقق ما لا يمكن أن يحققه في الواقع.

وبهذا يكون اللعب هو العمليّة العقليّة التي تبدأ بتشكيل المخيّلة التي تعتبر الوقود الأساسي للإبداع لدى الطفل.

كما أنّ اللعب يوصل الطفل إلى أعلى مراحل النمو الفكري قبيل ذهابه إلى المدرسة.

وبما أنّ اللعب نشاط حركيّ حسّي، فإنّه لا يلزم الكلام، ولذلك هو الطريق الأمثل للتواصل مع الطفل منذ بدء نشأته. يمكن أن يبدأ اللعب بالإشارة والأصوات المقطّعة، ثمّ مع نموّ الطفل تتطوّر قدراته ومهاراته في التعبير بالكلام والتّصرّفات والسلوكيّات. وعلى اللعب أن يكون ملائماً لهذا التدرّج في نمو الطفل وتطوّره.

كما أنّ اللّعب يساعد الطفلَ على تقوية ذاكرته وملاحظته وتخزين الكثير من المعلومات التي لا يتلقاها بالتلقين المباشر، إنّما عن طريق المتعة والتسلية والتجارب المختلفة التي يخضع لها مع كلّ لعبة جديدة.

هذا بالإضافة إلى تطوير المهارات الذهنيّة لدى الطفل، حيث يساعد اللعب على تنمية مهارات التفكير النقديّ عند الأطفال، ومساعدتهم على فهم العلاقة بين السبب والنتيجة وكذلك ربط الأحداث. كما يؤسس لهم مهارة حلّ المشكلات المهمّة في بناء استقلاليّة الطفل.

وبما أنّ اللعب يحتاج أحيانا إلى الكتابة والقراءة وإجراء بعض العمليّات الحسابيّة، فإنّ اللعب يشكّل مدخلا إلى اكتساب هذه المهارات وتطويرها في حال عناية المربّي بهذا الجانب.

إلى جانب ذلك، فإنّ اللعب ينمّي النصف الحسي من العقل وهو النّصف المسؤول عن المشاعر والحواس، إذ يساعد لعب الأطفال مع الآخرين في تنمية المهارات الاجتماعيّة المختلفة، وأبرزها معرفة طريقة التفاعل مع الآخرين في بيئتهم.

كما أنّ كثيرًا ما تراود الأطفال مشاعر مختلفة عند ممارسة الألعاب؛ بما في ذلك الشعور بالحزن عند الخسارة، أو الشعور بالغضب أو غير ذلك، فيتعلّم الأطفال كيفيّة التعامل مع هذه المشاعر وتجاوزها أثناء اللعب. كما يعلّمهم الصبر وضبط النفس باتّباع القواعد والقوانين الخاصّة بكل لعبة.

وهذا كلّه يصبّ في تشكيل الذكاء العاطفي وتغذيته لدى الطفل والذي سيساعده مستقبلا على فهم نفسه، وفهم الآخرين، وبناء علاقات واعية مع محيطه.

لاكتساب هذه الفوائد وفوائد عديدة أخرى، يجب أن نتنرك لأطفالنا مساحة ووقت مخصصين للعب، ومراقبتهم أثناء اللعب وتوجيههم للحصول على أقصى متعة وفائدة في الوقت ذاته.




٨ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

أهميّة لعب الأب مع أطفاله

تحمل الأمّ وتنجب وتربّي الأبناء وتهتمّ بالأعمال المنزليّة. يعمل الأب خارج المنزل لتأمين جميع احتياجات الأسرة. هذه هي الصورة النمطيّة التي تتبعها نسبة كبيرة من الأسر في مجتمعنا. لكنّ الدراسات قد أثبتت

سجادة اللعب

قمنا بتصميم سجادة للأطفال الرضع، تساعد الأهل في تلبية حاجات طفلهم من أيامه الأولى في هذه الدنيا. بعد مرور فقط بضعة أيام على الولادة، ممكن للأهل أن يضعوا طفلهم الرضيع بوضعية الاستلقاء على بطنه، فلهذه ا

bottom of page