تحمل الأمّ وتنجب وتربّي الأبناء وتهتمّ بالأعمال المنزليّة. يعمل الأب خارج المنزل لتأمين جميع احتياجات الأسرة.
هذه هي الصورة النمطيّة التي تتبعها نسبة كبيرة من الأسر في مجتمعنا. لكنّ الدراسات قد أثبتت التأثير السلبي لتقسيم المهام وفصلها كلّيّا بهذا الشكل. إذ يخلق تقسيم المهام هذا شرخا في العلاقات الأسريّة. وسنتناول هنا مهمّة يغفل عنها الكثير من الآباء عندما يصبّون كامل اهتمامهم بالعمل خارج المنزل وهي لعبهم مع أبنائهم.
وفقا لدراسة أجراها باحثون بريطانيّون نُشرت في صحيفة Infant Mental Health Journal، عن كيفية تفاعل 128 أبًا مع أطفالهم الرضع في عمر ثلاثة أشهر باللعب، وعندما بلغ الأطفال سن الثانية قاس الباحثون نموهم العقلي، فكان أداء الأطفال الذين كان آباؤهم أكثر تفاعلًا ونشاطًا عند اللعب معهم في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم أفضل في اختبارات مهارات التفكير في سن الثانية من الأطفال الآخرين.
والآن نذكر بعضا من فوائد لعب الأب مع طفله على سبيل الذكر لا الحصر.
1. بناء علاقة صحّيّة دافئة بين الأب وطفله.
2. إشعار الطفل بالأمان من خلال وجود الأب الجسدي.
3. دمج الأب في الحياة المنزليّة وعدم تعزيز الفوارق بين مهام الوالدَين في حياة الطفل.
4. تعرّض الطفل لمختلف أنواع اللعب، فغالبًا ما يكون لعب الأب حركيّا على عكس الأم التي تميل بطبيعتها إلى اللعب الهادئ الذي ينمّي مهارات طفلها الدّقيقة.
5. تعويض غياب الأب عن البيت في ساعات عمله، إذ أنّ نصف ساعة من اللّعب يوميّا تكفي الطفل ليكوّن عاطفة إيجابيّة تجاه أبيه.
6. تعريف الطفل على الجانب المرح من شخصيّة الأب الذي قد لا يظهر له في الأحيان الأخرى.
7. إعطاء الطفل وقتا محصّصا من وقت الأب يُشعره بأهميّته في حياة والده، وهذا الشّعور يعزّز ثقته في نفسه ويمنحه فخرا بوالديه.
بهذا تكون مسؤوليّة الأب غير محصورة بتأمين الدخل المادّيّ للأسرة، إنّما وجوده الفعلي يكون ببناء علاقة صحّية مع أطفاله تعزّز من قوّة شخصيّتهم وتزيد من معدّل ذكاءاتهم تبدأ معهم باللعب ثمّ تكون حصنهم الحصين في مراحل نموّهم القادمة.