اللّعب التخيّلي هو شكل من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل فيه دورًا أو يمثل ما يثير اهتمامه، أو يعيد تمثيل حدثٍ ما حصل معه. خلال هذا النوع من اللّعب، يستخدم الطفل أدوات مختلفة لتمثيل شيء آخر لم تُصنع لأجله، ويعطي لنفسه ولمن حوله شخصيات جديدة. وفي أثناء اللعب، يتخذ الطفل قرارات باستمرار ويمارس مهاراته الاجتماعية.
قد لا نفهم حقًا أهمية اللعب التخيلي للطفل لأنّنا بالغون، لكن تقع على عاتقنا مسؤولية تفهّم قيمة هذا النوع من اللعب في حياة أطفالنا، وكيف أنّهم يفهمون العالم من خلال هذه المسرحية. حتى لو بدا لنا النشاط بسيطًا جدًا، فإنه في الواقع يعلّم الأطفال العديد من المجالات التنموية الأساسية.
ونأتي على ذكر فوائد اللعب التخيلي وفقاً للعديد من الدراسات التي تم إجراؤها لملاحظة أهمية اللعب التخيلي على الأطفال - والتي أفادت أنه يجب على الوالدين تشجيع الطفل عليه:
تطوير المهارات اللغوية:
عندما يندمج الطفل في هذا النوع من اللعب، قد ينطق كلمات أو تعابير لا يقولها عادةً، فتكون تلك هي المرة الأولى. يسمح هذا النوع من اللعب للطفل بفهم قوة لغته وأهميتها في التعبير عن حاجاته.
تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية:
يسمح اللعب التخيّلي للطفل بتجربة الأدوار الاجتماعية والعاطفية في الحياة الواقعية. عندما يشارك الطفل في مثل هذه المسرحية، ويتظاهر بأنه إحدى الشخصيات المختلفة عن الواقع، سيتكوّن لديه المزيد من التعاطف والتفهم تجاه الآخرين. من المعروف أن الأطفال يرون العالم من وجهة نظرهم الأنانية لأنّ رؤيتهم محدودة، لكن هذا النوع من اللعب يسمح لهم بفهم مشاعر الآخرين وتوسيع الرؤية. كذلك عندما يلعب الطفل مع أطفال آخرين لعبًا تخيّليّا، سيتعلم كيفية تبادل الأدوار وتقاسُم المسؤولية، وكيفية حل المشكلات كجزء من فريق. وكل هذه المهارات الاجتماعية مهمة في تكوين شخصيّة الطفل. علاوة على ذلك، يساعد اللعب التخيّلي أطفالنا على بناء احترام الذات لأنّهم يتعلّمون أنّ باستطاعتهم أن يكونوا أيّ شيء يريدونه. كما يسمح للأطفال بفهم من هم كأفراد في العالم الحقيقي.
بناء خيال قوي:
يساعد اللعب التخيّلي الطفلَ على تقوية استشعاره بالخيال. نجد أحيانًا طفلًا -بعد الاعتياد على اللّعب التخيّلي- يتوصل إلى حلول واقعية للمشاكل ويفاجئ والديه! وبالتالي، فإن هذا الخيال المكوّن عن طريق اللّعب التخيّلي يؤدي في النهاية إلى الإبداع. من خلال هذا النوع من اللعب تتمرّن عقول الأطفال على كيفية أن يكونوا مبدعين، وهذه مهارة مطلوبة في الحياة الواقعية.
التشجيع على الاستقلالية:
في اللعب التخيّلي يحصل الأطفال على فرصة تأليف القصص التي يريدون بقوانينهم الخاصة. كما أنّهم يحصلون على فرصة التفكير واتخاذ القرارات والمجازفة التي تتيح لهم أن يصبحوا مستقلين وكذلك مفكرين ناقدين.
コメント